تقديــم :
لمعالجة قضايا وظواهر جغرافية معينة و دراسة نتائجها يلجأ المدرس في الغالب إلى الاستعانة بوسائط ديداكتيكية كالخرائط، الرسومات،الصور الفوتوغرافية و الفضائية و أدوات منهجية مكملة يستقصيها من مواد أخرى كالإحصائيات و المبيانات و النصوص و الأفلام…إلخ.
و تعتبر الصور من الوسائل الهامة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي طابع الواقعية على الدرس و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، مما يسمح لهم بإنجاز مهارات عقلية كالتحليل و التركيب و التقويم.
1- الصورة : مفهومها، أنواعها و أهدافها:
1-1: تعريف الصورة:
*- في المجال السيكولوجي، تعتبر الصورة " نشاط أو فاعلية ذهنية تعمل على إحضار جملة من الخصائص و صفات موضوع ما في الذهن بكيفية يدركه بها و ينظمه و يتصوره جهاز عقلي بشري…".
*- في المجال التعليمي، تعتبر الصورة وسيلة تعليمية مساعدة، وسيط يتم من خلاله تحقيق وظيفة تعليمية معينة كالعرض و الوصف و الشرح و التحليل و البرهنة…و تنقسم إلى صورة ثابتة مثل الشفافات و اللوحات الفنية و الصور الفوتوغرافية…. و أخرى متحركة مثل الشريط السينمائي و الرسوم المتحركة.
و على العموم ، فالصورة هي انعكاس شيء أو جسم على مساحة ملساء ، و تشكل الاستعارة التي بواسطتها نحول فكرة لكي تصبح أكثر فهما أو أكثر إدراكا.
1-2: أنواع الصور:
تعد الصور أدوات / معينات تدريسية بصرية بامتياز، و تنقسم إلى المجموعات التاليةك
1-3: الأهمية الديداكتيكية لاستعمال الصورة:
تشير البحوث التي أجريت في هذا المجال إلى أهمية الصورة و الرسومات التوضيحية في عملية التعليم، و يمكن حصرها كالتالي:
2- شروط و ضوابط اختيار الصورة و مجالات توظيفها في الدرس الجغرافي:
2-1: ضوابط اختيار الصورة :
يعتمد المدرس على خبرته و على الأهداف المسطرة للدرس في اختيار الصور التي يستعملها، لذا فهو مدعو إلى إتباع ما يلي:
- دراستها أثناء تحضير الدرس، و إعداد منهجية توظيفها قبليا، تجنبا لكل طارئ، و ذلك بإعداد الأسئلة المناسبة لاستغلالها مراعيا في ذلك الإيجاز ووضوح التعبير؛
- تصنيفها في حالة تعددها و ترتيبها حسب موقعها في الدرس وعلاقتها بالأهداف التي وظفت من اجلها؛
- اختيار الظرف البيداغوجي المناسب لإدراجها، حتى يشعر التلاميذ بأنها جزء من الدرس و ليست على هامشه؛
- تجنب تعدد الصور المعروضة في الحصة الواحدة تفاديا لما يسمى ب " التخمة البصرية"، و تجنب المشاهدة العابرة التسطيحية، و ذلك بعرض أقل عدد من الصور و في تناغم مع باقي المعينات الديداكتيكية؛
- أن يترك المدرس الزمن المناسب للتلاميذ للتعرف على الصورة و قراءة مضامينها؛
- أن يحرص على إزالة الصورة أو الصور أو إغلاق الكتب المدرسية بمجرد الانتهاء من استخدامها، لتجنب التشويش على انتباه التلاميذ……
2-2: مجالات و خطوات استخدام الصورة في تدريس الجغرافيا:
إن مناسبات و مجالات توظيف الصور في التدريس عديدة: فقد تستخدم مدخلا للدرس قصد الإثارة و التشويق، أو كوسيلة للدرس قصد استنتاج المعلومات و الوصول إلى التعلمات المرغوب، كما يمكن استعمالها للتقويم بعد الانتهاء من فقرة أو في نهاية الدرس، و ذلك بعرض مجموعة من الصور ليطلب من التلاميذ تصنيفها تبعا لما فهموه من دراسة الأسباب و النتائج و المظاهر….
و بما أن الجغرافية تقوم على الملاحظة و الوصف و التفسير و التعميم ، لزم أن نحترم هذه العناصر أثناء توظيف الصورة و ذلك وفق التوجيهات و الإرشادات التالية :
- تحديد نوعية الصورة، هل هي صورة أرضية أو جوية….
- تحديد مجال الصورة؛
- تحليل عنوان الصورة الذي يمكنه إعطاء عدة مؤشرات عن موضوعها؛
- ملاحظة حرة للتلاميذ للصورة، كل واحد يعطيها معنى، و يقوم المدرس بتسجيل ملاحظاتهم على السبورة و يرتبها تبعا للهدف المحدد سلفا؛
- انطلاقا من هذه الملاحظة التلقائية، يقود المدرس تلامذته إلى التفسير المنظم للصورة بالبحث عن العلاقات . مثلا صورة لمجال زراعي: تحديد نوعية المزروعات، خصوصية التنظيم البشري، الأشكال الهندسية للحقول….
- توجيه أسئلة لتنمية الفكر النقدي لدى التلاميذ من خلال البحث عن مقاصد ملتقط الصورة؛
- العمل على تحويل الملاحظات المستخلصة في جداول أو خطاطة على السبورة؛
- يستحسن أثناء تفسير المعطيات الجغرافية الواردة في الصورة البحث عن العناصر غير المرئية في المشهد بالاستعانة بوثائق مكملة ( خرائط، نصوص، جداول إحصائية…)
- مطالبة التلاميذ بدعم و برهنة ما يبدونه من آراء و تفسيرات بخصوص موضوع الصورة، بالاستشهاد بصور و رسومات أخرى أو بمعلومات من الكتاب المدرسي أو غيره؛
- مطالبة التلاميذ بمقارنة مظاهر الاختلاف و التشابه بين الصور المعروضة بقصد تطوير مداركهم؛
- تزويد التلاميذ بمواقف تعليمية يطبقون من خلالها المفاهيم الجغرافية و الجوانب العملية التي تعلموها من الصور مستخدما أنشطة من قبيل : المناقشة، تمارين كتابية، الإنجاز العملي لموضوع الصور…؛
- تقويم معارف التلاميذ لموضوع الصور و مفاهيمها ؛
- التركيب للعناصر و الاستنتاج….
خلاصة :
تعتبر الصور الفوتوغرافية من الوسائل التعليمية ذات المكانة المتميزة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي الواقعية على الدرس، و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، و إعمال الفكر لاستيعاب ما تختزنه من معلومات و أفكار. و كثيرا ما تكون الصورة أدق تعبيرا من التعبير اللفظي، .
المراجع المعتمدة:
لمعالجة قضايا وظواهر جغرافية معينة و دراسة نتائجها يلجأ المدرس في الغالب إلى الاستعانة بوسائط ديداكتيكية كالخرائط، الرسومات،الصور الفوتوغرافية و الفضائية و أدوات منهجية مكملة يستقصيها من مواد أخرى كالإحصائيات و المبيانات و النصوص و الأفلام…إلخ.
و تعتبر الصور من الوسائل الهامة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي طابع الواقعية على الدرس و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، مما يسمح لهم بإنجاز مهارات عقلية كالتحليل و التركيب و التقويم.
1- الصورة : مفهومها، أنواعها و أهدافها:
1-1: تعريف الصورة:
*- في المجال السيكولوجي، تعتبر الصورة " نشاط أو فاعلية ذهنية تعمل على إحضار جملة من الخصائص و صفات موضوع ما في الذهن بكيفية يدركه بها و ينظمه و يتصوره جهاز عقلي بشري…".
*- في المجال التعليمي، تعتبر الصورة وسيلة تعليمية مساعدة، وسيط يتم من خلاله تحقيق وظيفة تعليمية معينة كالعرض و الوصف و الشرح و التحليل و البرهنة…و تنقسم إلى صورة ثابتة مثل الشفافات و اللوحات الفنية و الصور الفوتوغرافية…. و أخرى متحركة مثل الشريط السينمائي و الرسوم المتحركة.
و على العموم ، فالصورة هي انعكاس شيء أو جسم على مساحة ملساء ، و تشكل الاستعارة التي بواسطتها نحول فكرة لكي تصبح أكثر فهما أو أكثر إدراكا.
1-2: أنواع الصور:
تعد الصور أدوات / معينات تدريسية بصرية بامتياز، و تنقسم إلى المجموعات التاليةك
- الصور المعتمة كالصور الفوتوغرافية و الرسومات؛
- الأفلام الثابتة الملونة أو ذات اللونين الأبيض و الأسود؛
- الشرائح الشفافة القابلة للعرض ضوئيا؛
و هناك من صنفها على الشكل التالي: الشفافات،الصور الفوتوغرافية، اللوحات الزيتية،الصور الجوية ( صور جوية بواسطة الطائرات أو بواسطة القمار الاصطناعية).1-3: الأهمية الديداكتيكية لاستعمال الصورة:
تشير البحوث التي أجريت في هذا المجال إلى أهمية الصورة و الرسومات التوضيحية في عملية التعليم، و يمكن حصرها كالتالي:
- فهي تجذب انتباه التلاميذ و تستثير اهتمامه، و هذه الخصائص من أهم الخطوات المؤدية إلى التعلم؛
- تساعد المتعلم على تفسير و تذكر المعلومات المكتوبة التي ترافقها؛
- تزداد أهميتها كلما كانت وثيقة الصلة باهتمامات التلميذ و ميولاته،
- تشكل دعما حسيا للكلام المجرد؛
- تركز الانتباه و الإدراك عند التلميذ و تجعل التعلم أكثر فاعلية و أقل رتابة؛
- تعطي مدلولات حسية تغني عن كثرة الكلام و كتابة العديد من السطور؛
- اكتساب فكرة التمثيلية باعتبار الصورة ليست حقيقة، و لكن تمثيل لها؛
- تسمح بتنمية مهارة الملاحظة و تركيزها، مما يسمح بإنجاز عمليان عقلية أخرى كالتحليل و التركيب و التقويم؛
- التعود على ربط علاقات مع رموز الصورة و دلالاتها؛
- تحمل أخبارا متعددة على عكس الإرسالية اللفظية؛
- لها قيمة انفعالية عالية التأثير، أي تكون أكثر تأثيرا من أي بلاغة لسانية/لفظية؛
- لها قيم تحفيزية على التعلم ن عكس العلامات اللفظية؛
- تساعد المدرس على تنويع طرق تدريسه و تبعد المتعلمين عن الملل و الرتابة التي يتسرب إلى نفوسهم نتيجة التدريس اللفظي….
2- شروط و ضوابط اختيار الصورة و مجالات توظيفها في الدرس الجغرافي:
2-1: ضوابط اختيار الصورة :
يعتمد المدرس على خبرته و على الأهداف المسطرة للدرس في اختيار الصور التي يستعملها، لذا فهو مدعو إلى إتباع ما يلي:
- أن تكون الصورة مرتبطة بأهداف الدرس و مضمونه، و أن يكون لمحتوياتها أهمية تعليمية لتحقيق أهداف الدرس؛
- أن تكون ذات محتوى صادق، و ذلك بمراعاة صحة المعلومات و الدقة العلمية و تقديم البيانات الحديثة، و أن تكون في مستوى الفئة المستهدفة؛
- أن تعالج مفهوما محددا أو فكرة أو موضوعا معينا؛
- أن تكون غير مشتملة على تفاصيل و جزئيات ، قد تؤدي إلى تشتيت انتباه المتعلمين، و ذلك بمراعاة البساطة و عدم التعقيد في الصورة حتى تزداد الاستفادة منها؛
- أن توفر قاعدة صالحة لبناء تواصل تربوي هادف و حوار نشيط؛
- أن تتوفر على خصائص فنية جذابة من حيث التصوير و الألوان و غيرها،أي أن يكون إنتاجها من الناحية التقنية/ الفنية جيدا؛
و لكي يكون استخدام الصورة موفقا في العملية التدريسية، ينبغي على المدرس مراعاة مجموعة من الشروط نذكر منها ما يلي:- دراستها أثناء تحضير الدرس، و إعداد منهجية توظيفها قبليا، تجنبا لكل طارئ، و ذلك بإعداد الأسئلة المناسبة لاستغلالها مراعيا في ذلك الإيجاز ووضوح التعبير؛
- تصنيفها في حالة تعددها و ترتيبها حسب موقعها في الدرس وعلاقتها بالأهداف التي وظفت من اجلها؛
- اختيار الظرف البيداغوجي المناسب لإدراجها، حتى يشعر التلاميذ بأنها جزء من الدرس و ليست على هامشه؛
- تجنب تعدد الصور المعروضة في الحصة الواحدة تفاديا لما يسمى ب " التخمة البصرية"، و تجنب المشاهدة العابرة التسطيحية، و ذلك بعرض أقل عدد من الصور و في تناغم مع باقي المعينات الديداكتيكية؛
- أن يترك المدرس الزمن المناسب للتلاميذ للتعرف على الصورة و قراءة مضامينها؛
- أن يحرص على إزالة الصورة أو الصور أو إغلاق الكتب المدرسية بمجرد الانتهاء من استخدامها، لتجنب التشويش على انتباه التلاميذ……
2-2: مجالات و خطوات استخدام الصورة في تدريس الجغرافيا:
إن مناسبات و مجالات توظيف الصور في التدريس عديدة: فقد تستخدم مدخلا للدرس قصد الإثارة و التشويق، أو كوسيلة للدرس قصد استنتاج المعلومات و الوصول إلى التعلمات المرغوب، كما يمكن استعمالها للتقويم بعد الانتهاء من فقرة أو في نهاية الدرس، و ذلك بعرض مجموعة من الصور ليطلب من التلاميذ تصنيفها تبعا لما فهموه من دراسة الأسباب و النتائج و المظاهر….
و بما أن الجغرافية تقوم على الملاحظة و الوصف و التفسير و التعميم ، لزم أن نحترم هذه العناصر أثناء توظيف الصورة و ذلك وفق التوجيهات و الإرشادات التالية :
- تحديد نوعية الصورة، هل هي صورة أرضية أو جوية….
- تحديد مجال الصورة؛
- تحليل عنوان الصورة الذي يمكنه إعطاء عدة مؤشرات عن موضوعها؛
- ملاحظة حرة للتلاميذ للصورة، كل واحد يعطيها معنى، و يقوم المدرس بتسجيل ملاحظاتهم على السبورة و يرتبها تبعا للهدف المحدد سلفا؛
- انطلاقا من هذه الملاحظة التلقائية، يقود المدرس تلامذته إلى التفسير المنظم للصورة بالبحث عن العلاقات . مثلا صورة لمجال زراعي: تحديد نوعية المزروعات، خصوصية التنظيم البشري، الأشكال الهندسية للحقول….
- توجيه أسئلة لتنمية الفكر النقدي لدى التلاميذ من خلال البحث عن مقاصد ملتقط الصورة؛
- العمل على تحويل الملاحظات المستخلصة في جداول أو خطاطة على السبورة؛
- يستحسن أثناء تفسير المعطيات الجغرافية الواردة في الصورة البحث عن العناصر غير المرئية في المشهد بالاستعانة بوثائق مكملة ( خرائط، نصوص، جداول إحصائية…)
- مطالبة التلاميذ بدعم و برهنة ما يبدونه من آراء و تفسيرات بخصوص موضوع الصورة، بالاستشهاد بصور و رسومات أخرى أو بمعلومات من الكتاب المدرسي أو غيره؛
- مطالبة التلاميذ بمقارنة مظاهر الاختلاف و التشابه بين الصور المعروضة بقصد تطوير مداركهم؛
- تزويد التلاميذ بمواقف تعليمية يطبقون من خلالها المفاهيم الجغرافية و الجوانب العملية التي تعلموها من الصور مستخدما أنشطة من قبيل : المناقشة، تمارين كتابية، الإنجاز العملي لموضوع الصور…؛
- تقويم معارف التلاميذ لموضوع الصور و مفاهيمها ؛
- التركيب للعناصر و الاستنتاج….
خلاصة :
تعتبر الصور الفوتوغرافية من الوسائل التعليمية ذات المكانة المتميزة في تدريس الجغرافيا، حيث تضفي الواقعية على الدرس، و تدفع بالمتعلمين إلى تركيز الملاحظة، و إعمال الفكر لاستيعاب ما تختزنه من معلومات و أفكار. و كثيرا ما تكون الصورة أدق تعبيرا من التعبير اللفظي، .
المراجع المعتمدة:
1- المصطفى لخصاضي، قضايا إبستيمولوجية و ديداكتيكية في مادتي التاريخ و الجغرافيا، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط 1، 2001 ص.ص 208-213.
2- الفاربي عبد اللطيف و آخرون، معجم علوم التربية، سلسلة علوم التربية عدد9-10، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء،ط 1، 1994 ص.163.
3- حسين حمدي الطوبجي، وسائل الاتصال و التكنولوجيا في التعليم، دارالقلم، الكويت، ط8، 1987، ص.ص 135-139.
4- أحمد حسين اللقاني و برنس أحمد رضوان، تدريس المواد الاجتماعية، عالم الكتب، القاهرة، ط3، 1982، ص.ص 206-213.
5- سليمان أحمد عبيدات، أساسيات في تدريس الاجتماعيات و تطبيقاتها العملية،الأهلية للنشر و التوزيع، عمان، ط2، ص.199.
6- باصدق علي، ديداكتيكية الصورة الثابتة في مادة الجغرافيا، جريدة معالم تربوية، العدد 27، دجنبر 1999.
7- وزارة التربية الوطنية، البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1994،ص. 46.
8- وزارة التربية الوطنية، الأيام التربوية لفائدة الأساتذة العاملين في السلك الثاني من التعليم الأساسي، وثائق تربوية خاصة بمادة الاجتماعيات، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1991، ص.18.